Sunday, January 07, 2007

امسك بيدها متلمس الامان ..انهالت عليه طعنا


انتهت اخيرا من غسل اطباق العشاء احضرت معها طبق من الفاكهه ووضعته على المنضده جلست على الكنبه الوثيره امام التلفزيون طفلها جالس يلعب على الارض بينما تناثرت لعبه فى كل مكان نظرت له مبتسمه لم تشأ ان تنهيه عن ذلك او تعنفه نظر لها مبتسما جرى عليها جلس فى حضنها احتضنته بقوه
قال لها احكى احكى لى حكايه جلست تحكى له وتغنى له نظرت اليه ها هو قد نام نظرت
له تلك النظره الحانيه وضعت قبله على جبهته
ربنا يخليك ليا يارب انا مش عارفه كنت ها عيش ازاى من غيرك
انت احلى حاجه فى حياتى بل انت حياتى نفسها
حملته الى سريره واحكمت الغطاء عليه وتأكدت ان لعبته المفضله بجواره
لم تغلق الباب تماما تركته مفتوح قليلا لانها تعلم انه يخاف من الظلام
وجلست امام التلفزيون كانت قناة الاطفال امسكت بالرموت الان معاد برنامج اوبرا الذى تعشقه لكن قبل ان تضغط على الرموت هاهو يبدأ للتوا كارتون طفلها المفضل لاول مره ينام قبل ان يشاهده فقررت ان تسجله له وانتظرت حتى انتهى
غيرت القناه البرنامج لازال شغال تستطيع ان تشاهد اخر ربع ساعه
كانت اوبرا تجرى حوارا داخل السجن جلست تستمع محاوله فهم ما فعل هذا الرجل ما جريمته لكنها صعقت عندما علمت انه قتل ابنتيه
يا الهى كيف استطاع ان يفعل هذا انه حيوان لا الحيوانات تخاف على ابنائها انه يستحق القتل اخذ يشرح كيف قتلهم انه طعنهم بالسكينه بنت طعنها 18 طعنه والاخرى14
اخذ يبرر ويقول انه لم يكن فى وعيه انه كان يعانى من الاكتئاب كان خائف عليهم من الحياه
احترق قلبها عندما عرضوا صور للفتاتين كانتا توأم اشبه بلملائكه واخذت تحادث نفسها ايها الشيطان كيف استطعت فعل ذلك اتقل انك كنت تعانى من الاكتئاب فلماذا لم تقتل نفسك لماذا لم تنتحر وتتركهم وكان هذا ما سئلته له اوبرا اخذ يبرر ويشرح ابعاد هذا الاكتئاب بعد ذلك فى الاستديوا اخذت اوبرا راى اطباء نفسيين واخذوا يفسروا المرض
انه اكتئاب لا يشعر به من هم محيطين بالمريض تأتى له هلاوس ويعانى من خوف مرضى على كل احبائه مثلما تفعل القطط احيانا تأكل اطفالها خوفا عليهم
لم تقتنع بأى من هذا الكلام كيف ذلك كيف لى ان اقتل طفلى هذا
لأول مره لا تعجبها مناقشة اوبرا للموضوع كانت تريدها ان تطالب بالاعدام لهذا الشخص وكرهت تعاطف الجميع معه ولم تصدق دموعه ولا قوله انه نادم ويتعذب لم تصدقه عندما قال انا اريد الاعدام لن استطيع العيش بذلك العذاب
فقامت بتغير القناه حانقه
..اشاهد الاخبار افضل
جلست تشاهد حدث تلو الاخر.. ما هذا العالم اغلقت التلفزيون وجلست لتقرأ
ذكرتها بطله تلك الروايه بما حدث لها وحملها خيالها بعيد تذكرت ايام الطفوله .. لم يكن احد يشعر بها كانت طفله وحيده ولم يكن لها اصدقاء سرحت اكثر تذكرت كل الطعنات التى تعرضت لها عندما كانت فتاة يافعه تتعرف الى الحياة هذه من صديق وتلك من اخ ومرة من زوج تعلمت ... ياه ما اصعب هذه الحياه لماذا اتينا الى هنا مكاننا ليس هنا لا اريد التعامل مع هؤلاء البشر تداعت الافكار عليها وغاصت بداخلها اكثر فا اكثر فا اكثر
رن هاتفها لم تجيب لم تلتفت اليه لم تلحظه اساسا
عينيها شارده
.. استمر الهاتف فى الرنين
دوامه تدور فى رأسها..
استمر الهاتف فى الرنين .. وحوش ضاريه تمزق روحها
خرج الطفل من غرفته حركت رأسها ببطىء فى اتجاهه
نظرت له نظره صماء ثم وقع نظرها على السكينه القابعه فى طبق الفاكهه
اخذتها وببطىء تقدمت نحو صغيرها ..
لم يتحرك نظر لها مبتسما فى برائه
نظرت له نظره خاويه
رفعت السكينه ثم طعنته نظر لها معاتبا .. امسك بيدها الاخرى متلمس الامان الذى كان يستشعره معها عندما كانت تجتاز به الطريق .. لم تعره اهتماما انهالت عليه طعنته
وطعنته وطعنته وطعنته وطعنته وطعنته وطعنته وطعنته
لحظه سكنت وسكن كل شىء توقفت

نظرت له مازالت نظرتها شارده كان لا يزال ممسك بيدها نظرت له
جفنه الصغير يثاقله الموت

ضغط على يدها قليلا نظر لها وابتسم
اغمض جفنه لاخر مره كستار مسرحيه انسدل قبل ان تبدأ
نظرت له كان مايزال مبتسم لها

جلست بجواره لم تتحرك شاخصة البصرلم تبكى قط
***********************************************
فى المحكمه جالسه فى قفص الاتهام
النيابه تدينها وتنعتها بأقسى الاوصاف وتطالب بأقسى العقوبه
الدفاع يطلب الرئفه بحالها ويقدم حجج دفاعه على اساس مرضها النفسى
ينطق القاضى بالحكم
غير مدانه برائه وتعالج فى مصحه نفسيه
وهى صامته لم تتحرك نظرتها شارده حزينه
وابتسمت ساخره اصفحوا عنى وكيف اصفح انا عن ذاتى .. الا تعلمون انا قتلت سبب وجودى .. وكيف سأحيا من بعده .. اذا كانت هناك لحظات تشترى
اشتريت تلك اللحظه بكل عمرى لامحيها تماما لتبقى معى .. اه ياعمرى .. كيف فعلت هذا .. كيف طعنتك لماذا لم افكر قليلا قبل ان افعل ذلك .. لكن بماذا ينفعنى الندم.. انا قتلتك يا صغيرى وانت مبتسم لى
.. لماذا لم يحكموا بموتى لا
انا لا استحق رفاهيه الموت استحق ان اظل فى تلك الحياه الباقى من عمرى بدونك استحق كل لحظة الم ..

حتى الغفران والصفح عندما اذهب واقابلك هناك لن استطيع طلبه
يا الهى
هل استطيع ان اطلب الغفران وكيف اطلبه وانا لا اغفر لنفسى
يا الهى عذبنى ما استحق يا الهى عذبنى ملىء ملكوتك وكونك لا ترحمنى
لا تأخذك بى رأفة ولا شفقه يا الهى انزل بى جم غضبك
فأنا لا استحق الرحمه














3 comments:

Anonymous said...

وهكذا نحن...كلما تلمسنا الأمان في أحد إنهال علينا طعنا...والمضحك المبكي أنه قد يدعي انه فعل هذا من اجل مصلحتنا....جميل كالعادة يا دعاء بس انت مش ملاحظة إن مركز الكون "مظلم"زيادة حبتين ...ليه الإكتئاب ده؟ انا بدأت أقلق بجد
أحمد حربية

Anonymous said...

برغم إني بانام على نفسي..

إبدااااااااااااااع

Anonymous said...

عارفة أنا قريت التدوينتين علي بعض.. وحسيت حاجة غريبة أوي.. هي قتلت ابنها.. قتلت "حبيبها".. بس اكيد كان عندها مبرراتها اللى هي لو فكرت هتلاقيها..

ممكن تكون مبررات مش مقتعة بالنسبة لك يا دعاء.. بس لو فكرتي هتلاقي انها ممكن تكون قتلت اينها "حبيبها" علشان خايفة من القرب.. علشان خايفة أنه بعد القرب يجيي البعد..

ممكن لو فكرت كويس وادت نفسها فرصة تانية ممكن تختار القرب من غير ما تفكر في البعد.. المشكلة انها من كثر ما اتعودت علي البعد بقت خايفة من القرب لحسن تبعد تاني وتقعد هي لوحدها تعيط..

جربي تديها فرصة تانية